خواص التجديد في تكنلوجيا الخلايا الجذعية

يوماً بعد يوم تزداد تكنلوجيا الخلايا الجذعية تطوراً ونمواً في الأوساط الطبية، لتنتقل من طور التجربة في المختبرات إلى التطبيق العملي في العيادات، ومن طبق العينات إلى رفوف الصيدليات. اتجاه طبي جديد في العلاج والتجديد قد غزى الأوساط الطبية، حيث تحمل علاجات الخلايا الجذعية والمنتجات المستخلصة منها وعوداً لا حصر لها إلى عالم العناية الصحية.. والعناية بالبشرة.

ما يميز هذا العلم ايضاً هو السرعة الذي تطور فيه ليتحول إلى تكنلوجيا بسيطة وفي نفس الوقت مليئة بالامكانيات وفي متناول أيدينا. لنلقي نظرة أقرب عما يميز هذه التكنلوجيا وما تحمله لنا من خيارات علاجية غير محدودة.

الحلايا الجذعية: مواد أولية حيوية

توجد الخلايا الجذعية في جسم الانسان كما هي في النباتات، وهي تمتلك القدرة على التطور على عدة أنواع من الخلايا – خلايا الدم، الخلايا العضلية، وخلايا الكبد على سبيل المثال. بإمكان الخلايا الجذعية اصلاح النسيج المتضرر، لذا يمكن زراعتها في أعضاء الجسم المتأذية لتقود النمو الصحي للنسيج ووظائفه السليمة.

الخلايا الجذعية للعناية بالبشرة: توظيفها في خدمتك

تتواجد الخلايا الجذعية في طبقة الأدمة من الجلد، تتدخل الحلايا الجذعية في نمو الأنسجة وتوليد الخلايا، مما يمنح هذه التكنلوجيا أهمية خاصة في عالم العناية بالبشرة.

لوحظ أن تطبيق المستحضرات التي تحتوي على مستخلصات الخلايا الجذعية يعمل على حماية الخلايا الجذعية البشرية من الضرر والتراجع البطئ، بينما يحفز الخلايا الجذعية الموجودة في البشرة. ومن خلايا تطبيق هذه التكنلوجيا كأسلوب جديد وحيوي في مجال مقاومة تقدم السن، تساهم هذه التكنلوجيا ايضاً في تنشيط نمو الشعر وتوليد الجريبات.

قد تكون الخلايا الجذعية المستخدمة للعناية بالبشرة ذات مصدر نباتي أو بشري.

الخلايا الجذعية النباتية وعجائب علم الاحياء

قد يتساءل البعض كيف للخلايا الجذعية النباتية أن تتجاوب مع خلايا البشرة لدى الانسان. سيبدو لك الأمر وكأنه حلم أو ضرب من الخيال العلمي، لكن إليك السر في هذا الاكتشاف: يحفز الاستقلاب في الخلايا الجذعية النباتية النشاط في الخلايا الجذعية البشرية، لتساعد في زيادة انتاج الكولاجين وتوليد خلايا البشرة، وتمكنها من تفعيل خواصها المضادة لتقدم السن والتجاعيد. فقد أثبت أنها تحسن من وضع المنطقة حول الخلايا الجذعية للبشرة وتنشط إنتاج الخلايا، والذي يقوم بدوره بترميم البشرة وتحسين مظهرها. كما أن الخلايا الجذعية النباتية تحفز إفراز هرمون النمو البشري الذي يرتبط مع الخلايا الجذعية البشرية داخل جريبات الشعر لتجديد مستمر بغرض التحكم بتساقط الشعر.

يتم استخلاص الخلايا الجذعية النباتية من الخلايا الموجودة في النسيج الإنشائي، وهو الجزء النامي من نسيج النبات، باستخدام طرق متطورة في تكنلوجيا علم الأحياء. تعدّ بعض النباتات المزهرة مثل الأديلويس، الليلك و الإشنسيا ( القنفذية) – والثمار- مثل التفاح وبعض الأنواع النادرة من العنب الأحمر – مصادر غنية بالخلايا الجذعية وما تحمله من فوائد للعناية بالبشرة.

إحدى أهم مصادر الخلايا الجذعية هي تلك المستخلصة من شجرة الأرجان التي ازدادت شعبية استخدامها في السنوات الأخيرة في عالم العناية بالشعر. تتصدر الخلايا الجذعية من نبات الأرجان علاجات تقدم سن البشرة. فهي تحمي الخلايا الجذعية للبشرة من الضرر المؤكسد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. وهي تمنع الالتهاب، تعدل الجذور الحرة وتعكس أثار تقدم السن الضوئي من خلال مقاومة فرط التصبغ، بقع السن، والخطوط الناعمة والتجاعيد. من خلال تخفيف عمق التجاعيد وتحسين شدّ البشرة ، ملمسها، مرونتها وقوتها، تساهم الخلايا الجذعية في منح بشرتك النعومة والشدّ والشباب.

الخلايا الجذعية البشرية: تعليم خلايا البشرة كيف تصلح نفسها

تستخدم الخلايا الجذعية البالغة على شكل الخلايا الجذعية اللُحمية المتوسطية ومشتقاتها البروتينية في علاجات البشرة ومنتجات العناية بها. فهي المرسال الذي يوجه الخلايا لتصلح وتجدد نفسها. كما يساهم تفاعل عوامل النمو، السيتوكينات والبروتينات المساعدة في عملية إصلاح وتجديد البشرة.

تستخلص الخلايا الجذعية اللُحمية المتوسطية من الخلايا الجذعية البشرية غير الجنينية، النسيج الشحمي، نقي العظم، والبويضات البشرية غير المخصبة. يُفضل استخدام الخلايا الجذعية المشتقة من النسيج الشحمي في علاجات ومنتجات العناية بالبشرة لسهولة استخلاصها، كما أن الإجراءات فيها أقل تعقيداً من إجراءات استخلاصها من نقي العظم. كما أن النسيج الشحمي يحتوي على أحجام أكبر بكثير من الخلايا الجذعية اللُحمية المتوسطية من تلك الموجودة في نقي العظم.

تستخلص الخلايا الجذعية الجنينية من الأجنة في عمر 3 إلى 5 أيام. تتمتع هذه الخلايا بخاصية التوالد ما يعني قدرتها على الانقسام إلى المزيد من الخلايا الجذعية وقدرتها على تكوين أي خلية في الجسم. إلا أن الكثير من الجدال ما زال يدور حول أخلاقيات استخدام الخلايا الجذعية للأجنة.

مهما كان الشكل الذي يتخذه علم الخلايا الجذعية وهو ينمو ويتطور نحو الاتقان والكمال، فهو بكل ثقة يحمل الكثير من الأمل والامكانيات بتغيير صورة العناية بالبشرة ، كما العناية بالصحة، التي نعرفها اليوم. وما نراه اليوم ما هو إلا البداية في رحلة شيقة مع هذا العلم المتطور.

بقلم:

د. محمد دله

  • دللوا أنفسكم بالجسم الذي تحبونه

    Read More
  • ليزر إزالة الشعر للرجال

    Read More
  • 5 معتقدات مغلوطة عن الجراحة التجميلية

    Read More

صم %50 على الإستشارة *تطبق الشروط









    or