إيزوتريتينوين – الدواء الفعّال لحب الشباب الشديد وآثاره
يُعتبر إيزوتريتينوين من أقوى الأدوية المستخدمة في علاج حب الشباب الشديد، وخاصة الأنواع التي تُسبب ألمًا شديدًا وندوبًا دائمة. ورغم فعاليته العالية، إلا أنه يتطلب حذرًا شديدًا عند استخدامه. في هذا المقال، نُعرّفك على هذا الدواء القوي، آلية عمله، فوائده، وآثاره الجانبية المحتملة التي يجب أن تكون على دراية بها قبل البدء في استخدامه.
متى يُستخدم إيزوتريتينوين؟
يُستخدم إيزوتريتينوين لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب التي تُسبب تكوّن أكياس عميقة أو عُقد مؤلمة في الجلد وتترك خلفها ندبات حب الشباب الدائمة. تمت الموافقة عليه لأول مرة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1982 لعلاج حب الشباب العقدي والعنيد.
وهو مشتق من فيتامين أ، ويتوفر في شكل كبسولات فموية أو مستحضرات موضعية.
كيف يعمل إيزوتريتينوين؟ خطوة بخطوة
يعالج حبوب الوجه الشديدة من خلال عدة آليات:
- تقليل إفراز الزيوت: الغدد الدهنية في الجلد تنتج الزهم (الزيت الطبيعي للبشرة). عندما يزداد هذا الإنتاج بشكل مفرط، يؤدي إلى انسداد المسام.
- فتح المسام المسدودة: هذا الانسداد يسمح بتراكم خلايا الجلد الميتة والزيت تحت الجلد، مما يسبب ظهور حبوب التهاب مثل الرؤوس السوداء والبيضاء.
- تقليل البكتيريا: البكتيريا المسببة لحب الشباب (P. acnes) تتكاثر في هذا الوسط الدهني، مما يؤدي إلى حب التهاب وتفاقم الحالة.
- تهدئة الالتهاب: إيزوتريتينوين يقلل من الالتهاب الناتج عن انسداد المسام، مما يُقلل من الاحمرار والتورم.
المرحلة الأولى: التنظيف والتحكم
- يقلص حجم الغدد الدهنية بنسبة تصل إلى 50%.
- يقلل إنتاج الزهم بنسبة 80%.
- يُساهم في تقشير الطبقة العليا من الجلد وتنظيف المسام.
- يُقلل من البكتيريا المسببة لـ حب الشباب.
- يُقلل من الالتهابات والبقع الناتجة عن حبوب الوجه.
المرحلة الثانية: التجديد والترميم
عند استخدامه موضعيًا، يعمل إيزوتريتينوين على تقشير البشرة وكشف طبقة جديدة ناعمة وصحية. كما يُحفّز إنتاج الكولاجين، ويزيد من مرونة الجلد وكثافة الألياف المطاطية، مما يجعل البشرة أكثر نعومة وشبابًا.
فوائد إضافية لإيزوتريتينوين
رغم أن الهدف الأساسي منه هو علاج حب الشباب، إلا أن له فوائد أخرى:
- يُقلل من ظهور التجاعيد.
- يُصغر المسام الواسعة.
- يُحسّن من سماكة الجلد ومرونته.
- يُوحد لون البشرة ويُخفف من التصبغات الداكنة.
ما هي الجرعة المناسبة؟
تُحسب الجرعة حسب وزن الجسم (0.5 إلى 1 ملغ لكل كغم يوميًا)، مقسّمة على جرعتين، ويفضّل تناولها بعد الوجبات للحصول على امتصاص أفضل (40% بدلاً من 20% على معدة فارغة). ويُستمر في استخدامه حتى يتم استهلاك 120 ملغ لكل كغم من وزن الجسم بشكل تراكمي. قد يستغرق العلاج الكامل من 6 إلى 8 أشهر.
الآثار الجانبية: يجب الحذر
يُعد إيزوتريتينوين من الأدوية التي لها آثار جانبية متعددة، ويجب معرفتها جيدًا قبل استخدامه. نظرًا لأنه دواء يُؤثر على الجسم بالكامل، فقد تظهر أعراض لدى معظم المستخدمين، بعضها مؤقت، لكن البعض الآخر قد يكون شديدًا أو طويل الأمد.
أبرز الآثار الجانبية تشمل:
- تساقط الشعر، صداع، انخفاض تدفق الدم للمخ، أعراض عصبية، اكتئاب.
- مشاكل في الرؤية، ترسبات صفراء على الجفون، ضعف السمع، نزيف الأنف.
- نمو شعر الوجه، جفاف الشفاه والفم، التهابات في اللثة.
- حساسية الجلد، طفح جلدي، حكة، احمرار، قابلية أكبر للحروق الشمسية.
- مشكلات بالأظافر.
- ضعف العضلات أو آلام المفاصل.
- التهابات أو أمراض بالجهاز الهضمي والكبد والبنكرياس.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- تغيرات في تركيبة الدم (نقص الصفائح أو خلايا الدم البيضاء).
- أعراض تنفسية متنوعة.
تحذير خاص: الحمل مع إيزوتريتينوين خطر كبير
لا ينبغي بأي حال من الأحوال استخدام إيزوتريتينوين أثناء الحمل أو عند التخطيط له. فهو يسبب تشوهات خلقية خطيرة للجنين، ويجب على النساء في سن الإنجاب التأكد من اختبار الحمل السلبي قبل وأثناء وبعد الاستخدام (لمدة لا تقل عن 30 يومًا بعد التوقف).
هل هو الخيار الأفضل دائمًا؟
رغم فعاليته، لا يُنصح باستخدامه إلا تحت إشراف طبي دقيق من طبيب جلدية مؤهل. وفي كثير من الحالات، يُفضّل تجربة علاجات لحبوب الوجه الأكثر لطفًا مثل التقشير بحمض الساليسيليك أو العلاج بالضوء الأزرق، والتي قد تكون فعالة وآمنة في نفس الوقت.
الخلاصة
يُعد إيزوتريتينوين حلاً قويًا للحالات المستعصية من حب الشباب، لكنه يتطلب وعيًا كاملاً بالمخاطر. استشر طبيبك دائمًا، ولا تتسرع. البشرة الصحية تبدأ بخيارات ذكية وآمنة.
Please rotate your device
We do not support landscape mode,
please use the website in the portrait mode for best experience.