أثَّر فيروس كورونا المستجد على كل جانبٍ من جوانب حياتنا. فقد انقلب كل شيءٍ في عملنا وحياتنا الاجتماعية من طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض. وبينما نواصل التخفيف من الإغلاق، سيتعيَّن علينا إجراء المزيد من التعديلات مع الترتيب الجديد للأشياء. والأهم في المستقبل المنظور هو ارتداء قناع الوجه في كل مرَّة نخرج فيها مع الغسيل المتكرر وتعقيم اليدين. وهذا يجعل من المهم بالنسبة لنا أن نكون مدركين للآثار المترتبة على بشرتنا.
مجموعة من المشاكل الجلدية — من حَب الشباب إلى بثور القناع وكل شيء بينهما
عندما أصبح ارتداء الكمامات روتينًا، أصبحت هناك فرصٌ كبيرةٌ لانتشار بثور القناع Maskne – مصطلح يستخدم لوصف حب الشباب الذي ينتشر في المنطقة التي يغطيها القناع. وباستعارةً المصطلح “Backne” (حَب شباب الظهر) من القاموس الحضري، فقد تمت صياغة المصطلح بثور القناع “Maskne” للمنطقة التي يغطيها قناع فيروس الكورونا.
في حين أن العاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية هم الأكثر عُرضةً للإصابة ببثور القناع، فإن الأفراد الذين يعانون بالفعل من حَب الشباب هم أيضًا معرَّضون للخطر بشكلٍ كبيرٍ. وقد أفاد بحث نشرته مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية أنَّ 83% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الصين يعانون من مشاكل جلدية في الوجه بسبب الاستخدام المُطوَّل للكمامات.
تهيُّج الجلد هي مشكلة أخرى شائعة يواجها الكثير من الناس. وأحد الأسباب الرئيسية هو نقص تدفق الهواء. الإضافة إلى ذلك، يسبب الاحتكاك المستمر والضغط على القناع احتكاكًا وينتهي به الأمر إلى تهيُّج بشرة الوجه. يُمكِن أن يؤدي ارتداء الكمامات المصنوعة من القطن أحيانًا إلى امتصاص الزيوت وترك بشرتك تشعر بالجفاف والحكة.
هناك مشكلةٌ جلديةٌ شائعة أخرى يُعاني منها الكثيرون وهي التهاب الجلد. بعباراتٍ بسيطة، يعني ذلك ظهور طفح جلدي على أجزاء من الجلد التي تُلامس القناع. يُمكِن أن تشمل الأعراض احمرارًا أو ألمًا أو إحساسًا بالحكة. ويُمكِن أن يحدث ذلك أيضًا عن طريق رد فعل تحسسيّ للمادة الموجودة في القناع.
يمكن أن تصل ردة الفعل الشديدة من ارتداء الأقنعة لظهور الأكزيما. ويُمكِن التعرُّف على رد الفعل من خلال حالة الحكة الجلدية المتكررة الذي يتسبب في تقشر الجلد أيضًا. في الظروف القاسية، يُمكِن أن تتقشر المنطقة المُصابة مما يؤدي إلى تكوين القيح.
في حين أنَّه يُستحسن التعقيم المستمر وغسل اليدين للحد من انتشار الوباء، إلا أنَّه يُمكِن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى جفاف الجلد وتشققه.
قد تؤدي هذه النظافة المُفرِطة لليدين من خلال إجراءات التطهير وغسل اليدين المتكرر إلى الإضرار بحاجز البشرة – الطبقة الخارجية منه. وسيؤدي ذلك أيضًا إلى إحداث تغييرات في نسيج الجلد، بينما يُزيل الدهون الضرورية من اليدين.
عادةً ما يتم تصنيع المُعقِّمات من الكحول – هو عاملٌ آخر شديد الجفاف. ومع طلب الخبراء الطبيين منا تعقيم أيدينا باستمرار عندما نتلامس مع الأسطح والأماكن العامة، يعمل التطبيق المستمر للمُعِّقمات على تجفيف الجلد أيضًا.
ما الذي يُمكِن فعله — نصائح للعناية بالبشرة
مع ضرورة الإتزام بإرتداء الأقنعة حتى وقت غير معلوم، إليكم بعض الإجراءات التي يُمكِن للشخص اعتمادها بينما نواصل التكيف مع هذا الأسلوب الجديد لحياتنا:
- الالتزام بروتين منتظم للعناية بالجلد: البشرة هي خط الدفاع الأول الذي يمنع دخول مُسببات الأمراض المختلفة. ضعوا روتينًا قويًا للعناية بها يتضمن مكوناتٍ تعزز من صحة الجلد وتغذيه. عنج إختيار منتجات كالمُرطِّبات وواقيات الشمس (في حال اضطررت إلى الخروج) والمُنظِّفات، ابحثوا عن مكونات تكوِّن حماية مثل الببتيدات والسيراميد. وبجانب وضع روتين جيد، تأكدوا من ترطيب أنقسكم بشكلٍ مناسبٍ. فالترطيب يضمن عدم تشقق الطبقة الخارجية، مما يمنع دخول مُسببات الأمراض.
- إضافة كريم الحماية للحد من الطفح الجلدي الناجم عن العلامات: الوقاية خير من العلاج. لتقليل آثار الأقنعة على البشرة، على الشخص التفكير في تطبيق كريم أو مرهم الحماية مما يُساعد على الحد من الاحتكاك والتَّهيُّج.
- وضع أقل مكياج مُمكِن: إذا كان عليكم الخروج وترغبوا في وضع المكياج، التزموا باستخدام بعض المنتجات فقط. يُمكن أن يؤدي كلًا من انسداد المسامات بسبب المكياج والرطوبة المحبوسة بسبب استخدام القناع إلى وقوع كارثة. فتذكروا ضرورة إزالة المكياج بشكل كامل مجرد عودتكم للمنزل.
- اتَّباع نظافة القناع: تحتوي الأقنعة القماشية المثالية على مطبقات متعددة من القماش التي تسمح بالتنفس دون إعاقات. يُستحسن غسل القناع بعد كل استخدام ووضعه في مكانٍ صحيٍ وطيِّه للخارج عند عدم استخدامه.
- تجربة رُقَع البثور: إذا ظهرت نتوء رأس بثر، اصفعوا على رقعة البثور لإبقائها تحت السيطرة. ستحتوي هذه الرُقَع انتشار البكتيريا من وصولها إلى الأجزاء الأخرى من الوجه وبالتالي ستسيطرون عليها أو ستحدون من انتشارها.
- غسل اليدين بماءٍ باردٍ: في حين قد يعتقد الشخص أن غسل اليدين بماءٍ ساخنٍ هو خطوة أخرى في معالجة الانتشار، إلَّا أنَّه يمكن أن يُساهِم أيضًا في جفاف الجلد. اغسلوا يديكم دائمًا بماءٍ فاترٍ إلى باردٍ.
- ارتداء القُفازات: تذكروا ارتداء القُفازات كلما قمتم بتعقيم الأسطح. يُمكن أن تكون بعض المطهرات قاسيةً بشكلٍ كبيرٍ على البشرة وتجعلها تجفُّ بشكلٍ أكبر.
- الترطيب: تذكروا ترطيب يديكم بعد كل عملية غسل. وبالنظر إلى عدد المرات التي قد يضطر فيها الشخص إلى غسل يديه، يُستحسن حملُ مرطِّبٍ بحجم الجيب في جميع الأوقات.
- عدم التردد في زيارة طبيب الجلدية: على الرغم من اتخاذكم الطرق الاحترازية، قد تواجهون في بعض الأحيان تفشيات بسبب الضغط النفسي. إذا لاحظتم تهيجًا مستمرًا للبشرة، فإن أفضل خيار لكم هو تحديد موعد مع طبيب الجلدية. فهو سيكون قادرًا على تشخيص المشكلة ووضع خطة للعناية بالجلد ووصف الأدوية التي تناسب احتياجكم.
بينما يواصل العالم محاربة هذا الوباء، علينا أن نساعد أنفسنا باتباع الأساليب الاحترازية. لا تتوقف عن ارتداء الأقنعة وغسل يديكم باستمرار، فهذه إجراءاتٌ حاسمةٌ في الوقاية من الانتشار. وفي غضون ذلك، يُمكِن أن يساعد اتخاذ الخطوات الموضَّحة سابقًا في حماية البشرة من التضرر. في حالة ظهور رد فعل جلدي خطير، لا تترددوا في استشارة طبيب الجلدية على الفور فقد تكون البشرة في حالة لأكثر من مجرد العلاجات المنزلية.
Please rotate your device
We do not support landscape mode,
please use the website in the portrait mode for best experience.