العلم هنا لإنقاذ تلك الشعرات المتعبة و التالفة
طويل أو قصير، متموج أو منسدل، أسود أو بني او أشقر، شعرك هو التاج الذي يزين رأسك و يعطي لوجهك شكله. ولهذا فأنت تبذلين الجهد الكثير والوقت الطويل لتجنب أيام الشعر السيئة بالمحافظة عليه مرتباً من خلال تجفيفه، كيه أو لفّه، وإظهاره بأحلى شكل سواء بصبغه أو تلوين خصلاته. و ذلك كله للتباهي بمظهره الجميل بمختلف التسريحات كتثبيته بالدبابيس أو رفعة بتصفيفة ذيل الحصان.
ولكن في الواقع, من سيدفع ثمن كل هذا الجهد؟
شعرك سيفعل. فالشعر المعالج بالمواد الكيميائية أو الذي يتعرض لمنتجات التصفيف القاسية والحرارة سيتعب في الأخير ومن ثم سيبدأ بالتقصف والتساقط.
لكن قبل أن تبدئي بلوم نفسك على كل خصلة شعر تركت رأسك لتستقر بين أسنان المشط، عليك أن تعرفي أولاً أن تساقط الشعر ظاهرة طبيعية.
لنلقي نظرة أقرب على هذا الموضوع.
حياة الشعرة
من الطبيعي جداً ان يتساقط ما بين 50 إلى 70 شعرة يومياً، عددٌ لا يمكن أن يترك اثراً ملحوظاً على شعر البالغ الذي يصل عدده حوالي 100 ألف شعرة. في الواقع تساقط الشعر ظاهرة طبيعية لأنها تعدّ ختاماً لدورة حياة الشعرة ، والتي تتألف من 3 مراحل:
- طور التنامي أو مرحلة النمو النشط عندما تنبت الشعرة من الجريب و تبدأ بالنمو
- طور التراجع عندما تتوقف الشعرة بعد كل ذاك النمو وتأخذ قسطاً من الراحة.
- أخيراً الطور الإنتهائي، عندما تبدأ الشعرة في التساقط
تتراوح مدة طور النمو بين 3 شهور و 3 سنوات، وهي المرحلة التي يتحدد فيها الطول الذي ستكون عليه الشعرة.
أسباب تلف الشعر
فروة الرأس مصنع طبيعي لملطف الشعر. فهي تفرز “الزهم” الذي ينعم الشعرة. و تأتي المغذيات من مجرى الدم الذي يتصل بالجذور في جريبات الشعر. إذا أين المشكلة؟ إليك المشكلة؛ مع نمو الشعر وازدياد طوله تأخذ أطراف الشعر بالابتعاد أكثر وأكثر عن مصدر المغذيات – فروة الرأس. والنتيجة جفاف أطراف الشعر وحاجتها لعناية أكبر.
الشعر الجميل ليس هبة بديهية مُسلّم بها. بل هي انعكاس للعناية التي تمنحينها لشعرك لتحميه من البهتان،و الجفاف والتقصف. لذلك فالعناية المنزلية من استخدام الشامبو والملطف هي الخط الأول لحماية شعرك من التلف. علاجات صالونات تصفيف الشعر والسبا والترطيب العميق لها دور مهم أيضاً في تنشيط خصلات الشعر المتعبة وفروة الرأس.
لكن ضغوط الحياة والظروف الخارجية من الطقس إلى التلوث تضيف عبئاً إضافياً قد لا يستطيع شعرك تحمله بمفرده. وهنا تحتاجين بعض المساعدة من المختصين.
التقنيات الحديثة في تجديد الشعر
مهما كانت المشكلة فالعودة لجذورها هو الحل الأفضل. وفيما يخص مشاكل الشعر، الحل دوماً يكون بالعودة إلى الجذور: فروة الرأس. عالم الطب الجلدي آخذ بالتطور يوماً بعد يوم، تطورات نستطيع تطبيقها على فروة الرأس لنأخذ الخطوة الأولى في عكس العوامل التي تؤدي للشعر الجاف، المتضرر، والرقيق. علاجات مثل ميزوثيرابي، مكملات الجنكو بيلوبا ، علاج البلازما غنية بالصفائح (PRP) فعالة جداً بشكل ملحوظ.
ميزوثيرابي للتغذية العميقة
لنبدأ أولاً بمقاربة فريدة من نوعها لتغذية فروة الرأس والشعر: ميزوثيرابي. تقنية لطيفة تقوم على حقن مجهري لمزيج فعال من مضادات الأكسدة، الفيتامينات والمعادن في النسيج المعالَج في الطبقة الأعمق من الجلد. يضبط الطبيب الجلدي تركيبة هذا المزيج والذي يحتوي على البيوتين، البانتوثينات، خلاصة الجنكو بيلوبا من ضمن غيرها من المغذيات. هذا المنشط الصحي سيحفز الدورة الدموية ويغذي جريبات الشعر. سيبدأ الشعر بالنمو من جديد بعد تنشيط جريبات الشعر وتقويتها ،فتنمو الشعرة الآن من الجريب أقوى ،أسمك، وأكثر صحة.
PRP لتحفيز نمو الشعر
في كثير من الأحيان ،تتطلب المشكلة التي بين أيدينا تدخلاً أكبر من مجرد التغذية. يستخدم علاج الـPRP قدرات الشفاء والتجديد الفطرية الموجودة في دمك. تحقن صفيحاتك الدموية الغنية بعوامل النمو في مناطق معينة من فروة الرأس لتحفيز وتسريع عملية توليد الخلايا. لهذا العلاج نتائج مذهلة على الشعر الذي سيبدو أكثر سماكة ونعومة. سيتبعه طبيبك الجلدي بالفيتامينات المفيدة للشعر وسيرومات الببتيد التي تساعد في الحفاظ على التغييرات المذهلة التي سترين آثارها بكل تأكيد.
إذا هذا هو سر الشعر الجميل، يبدأ بالعناية، لكنه في الحقيقة يذهب إلى أعمق من ذلك. إذا لاحظت أن العلاجات المنزلية والعلاجات الدورية في الصالونات لا تحل مشاكل شعرك، فإن هناك عالماً واسعاً من الخبرة المتخصصة حاضراً لخدمتك بإتصال واحد. فالشعر الفاتن ليس حلماً بعيداً كما كنت تظنين!
Please rotate your device
We do not support landscape mode,
please use the website in the portrait mode for best experience.